responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 121
الله اى أنجاكم وخلصكم مِنْها بلطفه بان أودع فيكم العقل الجزئى المنشعب من العقل الكل الصائر اليه الراجع نحوه كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ الهادي لَكُمْ دائما مستمرا الى توحيده الذاتي آياتِهِ آثار أسمائه وأوصافه الدالة على ذاته لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ رجاء ان تهتدوا منها إليها مع غاية ظهورها ووضوحها
وَبعد ما وفقتم للايمان ونبهتم على مسالك التوحيد والعرفان لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ ملتزمة للإرشاد والتكميل يَدْعُونَ الناس إِلَى الْخَيْرِ اى المختص الى التوحيد وإسقاط الإضافات وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ المستحسن في طريق التوحيد وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ المستقبح فيه المانع عن الوصول اليه وَأُولئِكَ الراشدون الهادون المهديون هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون من عنده سبحانه بالمثوبة العظمى والدرجة العليا التي هي مقام الجمعية والرضا
وَبالجملة لا تَكُونُوا ايها المحمديون المتحققون بمقام الجمعية كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ الدالة على الجمعية والاتفاق ولم يتنبهوا منها على التوحيد الذاتي وَأُولئِكَ الأشقياء المردودون الهالكون في تيه الخذلان والحرمان لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ في جهنم البعد وجحيم الإمكان وسعير الطرد والخذلان.
اذكر لهم يا أكمل الرسل يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ بقبول النور من الوجه الباقي الإلهي وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ببقائها في سواد الإمكان فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ ولم يرتفع غشاوة هوياتهم وكثافة ماهياتهم عن أعينهم وأبصارهم ولم تتصف مرآة قلوبهم عن صدأ الكثرة ورين الثنوية قطعا قيل لهم لذلك تقريعا وتوبيخا أَكَفَرْتُمْ وأعرضتم عن الحق ايها الهالكون في بقعة الإمكان سيما بَعْدَ إِيمانِكُمْ بوجوب الوجود ووجوب الرجوع اليه فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما اى بانا نيتكم التي كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وتسترون بها نور الوجود وصفاء التوحيد الخالص عن الكدورات مطلقا
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ عن شين التعلقات ورين الإضافات واضمحلت هوياتهم في هوية الحق وارتفعت عن عيون بصائرهم وأبصارهم مطلقا الحجب والأستار المانعة عن الوصول الى دار القرار فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ التي وسعت كل شيء مستغرقون وفي بحر توحيده غائصون سابحون لا يخرجون منها ابدا بل هُمْ فِيها خالِدُونَ دائمون مستمرون ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله
تِلْكَ المواعيد والوعيدات المذكورة للأولياء والأعداء آياتُ اللَّهِ الدالة على كمال قدرته وتفرده في ألوهيته واستقلاله في ربوبيته نَتْلُوها عَلَيْكَ يا أكمل الرسل تفضلا منا إليك وامتنانا عليك ملتبسة بِالْحَقِّ بلا شك في وقوعها وَمَا اللَّهُ المنتقم للعباد في يوم المعاد يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ بل يجازيهم بمقتضى ما صدر عنهم في النشأة الاولى ان خيرا فخير وان شرا فشر. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا فيها فتقديره فيها ومن يعمل شرا فكذلك وبالجملة لا يتصور الظلم والتعدي من جانبه سبحانه أصلا
وَكيف لا يكون كذلك إذ لِلَّهِ المستوي على عروش ذرائر الكائنات بالقسط والاعتدال الحقيقي محافظة ما فِي السَّماواتِ اى ما ظهر في عالم الغيب وعالم الأرواح وَما ظهر فِي الْأَرْضِ اى عالم الشهادة والأشباح من الصور الحاملة لآثار أسمائه الحسنى المظهرة لصفاته العليا وَبالجملة إِلَى اللَّهِ لا الى غيره من الأسباب والوسائل العادية تُرْجَعُ الْأُمُورُ المتعلقة بالمظاهر كلها إذ هو الفاعل المطلق والمتصرف المستقل لا فاعل سواه بل لا شيء في الوجود الا هو فلا رجوع الا إياه
كُنْتُمْ ايها المحمديون المجبولون على التوحيد الذاتي خَيْرَ أُمَّةٍ في علم الله مستوية على صراط التوحيد معتدلة بين طرفي الإفراط والتفريط أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ اى قدر ظهوركم لتكميل الناقصين من الناس تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست